عمليات تصحيح البصر – هل هي ضرورة أم ترف ؟

عمليات تصحيح البصر – هل هي ضرورة أم ترف ؟

مقدمة:

 

    تتم عملية الرؤية من خلال قيام قرنية وعدسة العين بتجميع الأشعة الضوئية وتركزها على الشبكية، وتقوم الشبكية بتحويل الموجات الضوئية الى نبضات عصبية، وإرسالها عن طريق العصب البصري الى مركز الإبصار بالمخ ليقوم بتحويل هذه النبضات العصبية الى صورة مرئية.  وتقاس قوة الابصار اما بالأمتار (6/6) أو بالأقدام (20/20) او بالنسبة المئوية (100٪)  فمثلا: (6/9) تعني ما يجب ان تراه بوضوح على بعد (9) امتار لا تراه بوضوح إلا على بعد 6 امتار.

أنواع العيوب الإنكسارية: هي قصر النظر، وطول النظر، والاستجماتيزم (الانحراف)، وقصور البصر (مد البصر الشيخوخي(

قصر النظر: هي الحالة الانكسارية للعين، حيث تتجمع الأشعة الضوئية امام الشبكية وهو اشهر انواع العيوب الانكسارية وأكثرها شيوعا.

طول النظر: وهو عكس قصر النظر، حيث تتجمع الاشعة الضوئية خلف الشبكية وفي هذه الحالة يعاني المريض من عدم الرؤية بوضوح عن قرب.

قصور البصر الشيخوخي: هو عدم الرؤية بوضوح وسهولة للأشياء القريبة مثل القراءة والكتابة والخياطة وغيرها، مع رغبة الشخص في إبعاد الأشياء عن عينيه حتى يستطيع رؤيتها بوضوح تام, وتبدأ هذه الظاهرة عادة بعد سن الأربعين

قصة خالد:

خالد شاب سعودي يبلغ الآن الأربعين من العمر ويعمل مديرا لمدرسة ابتدائية في إحدى مدن المنطقة الوسطى, ويرتدي النظارات الطبية منذ كان عمره 15 عاما ليستطيع رؤية الأشياء البعيدة بوضوح. حقيقة أن النظارات تعطيه رؤية واضحة جدا لكل التفاصيل البعيدة, لكن لبسها طيلة هذه المدة لا يخلو من بعض المنغصات, فخلافا للأثر التي تركته جليا على جانبي أنفه والهالة الداكنة التي يلاحظها أسفل جفنيه, فإنه لم يتمكن طيلة السنوات الماضية من ممارسة رياضة كرة القدم والسباحة بحرية كبقية زملائه, لذلك فمنذ سنوات وهو يراوده حلم التخلص من النظارات والتمتع بالرؤية السليمة دون الحاجة إليها أو إلى العدسات اللاصقة.



كانت رغبة خالد الكبرى حين تخرجه من المدرسة الثانوية أن يصبح ضابطا، لكنه لم يستطع تحقيق تلك الأمنية جراء إصابته بقصر النظر. وهكذا انتهى به المطاف ليصبح مديرا للمدرسة, صحيح أنه الآن يقوم بمهمة جليلة وتخرج على يده مئات الطلبة, لكن حلمه بالبدلة العسكرية ظل حلما  يطلق التنهدات كلما مر بخاطره.
وعلى الرغم من عدم قدرة خالد على تحقيق حلم العسكرية إلا أنه نجح في تحقيق حلمه الآخر وهو التخلص من تلك النظارات البغيضة, فبعد انتظار لأمد طويل على أمل أن تتطور تقنيات جراحية آمنة خضع لتقنية الليزر المعروفة باسم "الليزك.


يقول خالد: " كانت  النتيجة مدهشة، فبعد العملية مباشرة طلب مني الطبيب أن أنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط في آخر الغرفة وسألني 'ماذا ترى؟' لقد استطعت أن أقرأ التوقيت بدقة, حتى أنني تمكنت من رؤية عقرب الدقائق وقد تجاوز الدقيقة 22 بعد الحادية عشر صباحا, وهذا أثار دهشتي فقد كنت قبل 10 دقائق وهي مدة العملية لا أرى التفاصيل دون أصابع يدي.

وصف لي الطبيب نوعين من القطرات وطلب مني عدم فرك العينين لمدة خمسة أيام. في أمسية تلك الليلة، استطعتُ أن أرى النجوم بوضوح للمرة الأولى في حياتي فقد اختفى الضباب الذي لاحظته بعد العملية خلال 6 ساعات كما أخبرني الطبيب, ولم يتبقى سوى قدر بسيط من الوهج الضوئى الذي أخبرت أنه سوف يختفي خلال أيام قليلة.

عملية بسيطة:
خالد واحد من بين ما يزيد على 3 مليون سعودي يعانون من قصر النظر, وقد خضع كثير منهم خلال الثمانية عشر عاما الماضية لتقنية "الليزك" التي أجازته الهيئات الطبية الأميركية والأوروبية منذ أكثر من 12 عاما. واللايسك هي عملية يتم فيها تسليط أشعة الإكزيمر ليزر على طبقات القرنية الداخلية، وهي أكثر الطرق المتاحة شيوعا في مجال تصحيح الرؤية. ويقوم الطبيب بقص (شريحة) في القرنية ثم يقوم باستخدام ليزر بارد ذي طاقة عالية لإعادة تشكيل سطح القرنية وتغيير قوتها الانكسارية للتخلص من قصر النظر أو بعده أو من انحراف الرؤية. ثم يتم إعادة (الشريحة) إلى موضعها الطبيعي فتشفى دون غرز. ولا تستغرق العملية كلها أكثر من 10 دقائق للعين الواحدة.

لقد تطورت تقنيات الليزك بشكل مذهل خلال العشر سنوات الماضية, وانتشرت مراكز وأجهزة الليزر في كل أرجاء المملكة حيث يزيد عدد الأجهزة في مدينة الرياض وحدها عن 30 جهازا متعددة الأنواع والمزايا, ويتوجه آلاف السعوديون هذه الأيام إلى جرّاحي العيون بهدف التخلص من النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة وذلك بواسطة هذه التقنية المذهلة.
وتتراوح تكلفة عمليات الليزك التقليدية ما بين 5,000 و10,000 ريال للعينين معا, حسب امكانيات الأجهزة المستخدمة, وخبرات الطبيب, ودقة الفحوصات المجراة للمريض,وموقع المستشفى أو المركز الطبي, وإذا ما كانت تستخدم طاقما من الفنيين لإجراء الفحوص الأولية على المرضى أم لا، وكذلك على ما تقدمه العيادة من المتابعة والرعاية في فترة ما بعد العملية, ولا تغطي بوليصات التأمين عادة تكاليف هذا النوع من العمليات..

نجاحات ومخاطر:


تعتبر عملية الليزك فعّالة جدا لكنها غير مضمونة تماما كأي إجراء طبي أو جراحي, وقد تحدث بعض السلبيات لنسبة بسيطة من المرضى,  ففي حين أن نجاح العملية التي أُجريت لخالد يمثل الحالة النموذجية والغالبة في معظم الحالات لا سيما باستخدام التقنيات الحديثة المطورة, وإذا أجريت بواسطة طبيب متمكن لديه خبرة ودراية واسعة بهذه التقنيات، لكن يجب الإعتراف أن حوالي 1% من المرضى قد يعانون من مضاعفات دائمة جراء الليزك مثل: نقص طفيف في الإبصار مقارنة ببصرهم قبل العملية والتهابات شريحة القرنية. ويعاني ما بين 3% و4% من مشكلات جفاف العين وضعف الرؤية الليلية.

تقول نوف وهي سكرتيرة أجريت لها عملية الليزك في أحد المراكز في جده أن العملية التي أجريت لها في 2001 جعلتها غير قادرة على الرؤية بدقة في الضوء الخافت وفي النشاطات التي تقام داخل القاعات المغلقة مثل قاعات المحاضرات التي تعرض فيها آلات العرض على شاشات مضيئة.

وحقيقة فإن العامل الرئيسي في نجاح هذه العمليات هو الطبيب الماهر الذي يقوم بإجراء تقييم شامل لصحة المريض قبل إجراء العملية, والحرص والدقة الشديدين في تقييم قرنية العين ودراستها, واختيار التقنية الأحدث  لكن ينبغي على المرضى أن يقوموا بدورهم المساعد في تقييم الخيارات المتاحة لهم, واختيار الأفضل وعدم التأثر بالضرورة بفروقات الأسعار للخدمة المقدمة.

والتقنية الأحدث الآن لإجراء عمليات الليزك هي المعروفة باسم "ويف فرونت"، وهي تقنية جديدة أكثر دقة تقوم بمسح القرنية ومسار البصر بالكامل قبل أن يُعاد تشكيلها بالليزر. وتسمح هذه التقنية بقياس عيوب العين بقدر أعلى من الدقة وتؤدي إلى تصحيح النظر بشكل أدق من أي وقت مضى.

يقول خالد: "شئ رائع أن تنهض من فراشك دون أن تكون بحاجة لقضاء 10 دقائق في تنظيف العدسات اللاصقة أو في البحث عن نظاراتك. وألا تعاني من العشى حين تستيقظ ليلا. الآن بوسعي أن أمارس رياضة التطعيس دون القلق بشأن دخول الرمال إلى عينيّ. كما أنني أستطيع رؤية وجه زوجتي أو أولادي  في ظلام المنزل"

وبالرغم من انتشار عمليات الليزك حتى أنك لا تجد بيتا أو أسرة إلا وخضع أحد أفرادها لهذه التقنية مازال الكثيرون من الناس يتخوفون من المضاعفات الطويلة المدى, وعدم خضوع كثير من أطباء العيون للعملية , وأخيراً تبقى عمليات تصحيح قصر أو طول النظر، من أنجح العمليات الجراحية من ناحية سرعة النتيجة وجودتها وقلة المضاعفات، وانخفاض خطورتها. وينبغي أن يفهم القارئ أنه ليس هناك عملية جراحية خالية من المضاعفات أو مضمونة النتائج مثل أخذ الأدوية ومثل مخاطر ركوب السيارة أو الطائرة أو غيرها.

 وللإجابة على كثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الجمهور استضفنا استشاري القرنية المعروف د. علي الكاف ويعتبر من أوائل الأطباء الذين قاموا بإجراء هذه العمليات منذ أكثر من 18 عاما, وسألناه الأسئلة التالية:

 

  • هل كل من لديه طول أو قصر نظر بإمكانه التخلص من النظارات والعدسات اللاصقة ؟

نعم، يستطيع معظم الأشخاص الراغبين في التخلص من النظارات والعدسات اللاصقة أن يحققوا أملهم في ذلك بفضل الوسائل المتعددة الموجودة الآن والتي تعطي خيارات واسعة لكل حالة بما يناسبها, فمثلا:

-  الأشخاص الذين يعانون من قصر نظر بين 1-8 درجات, وسمك قرنيتهم طبيعي ولا يوجد بها تحدب, يمكن إجراء الليزك لهم

ـ الأشخاص الذين يعانون من رقة في سمك القرنية يمكن إجراء إحدى طرق الليزر السطحي مثل "بي آر كيه PRK" أو "اللاسك" أو " الأيبيليزك" وهذه العمليات تعطي نتائج دقيقة مثل الليزك تماما

ـ الأشخاص الذين يعانون من قصر نظر شديد يزيد عن 8-9 درجات يفضل ألا يخضعوا لعمليات الليزك والليزر السطحي حيث سيؤثر ذلك على الجودة النوعية لإبصارهم لا سيما في الليل بسبب التسطح الشديد الناتج, وبدلا من ذلك نقترح عليهم زراعة العدسات الرقيقة داخل العين ICL والتي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة

ـ  في حالات قصر النظر الناتج عن القرنية المخروطية وهو عبارة عن تحلل بسبب ضعف في ألياف القرنية يفضل استخدام العدسات اللاصقة الصلبة أو زراعة الحلقات في القرنية بهدف تقوية أنسجة القرنية وتسطيحها بدلا من إضعافها بعمليات الليزر, وحديثا تم اكتشاف الدور المهم للأشعة فوق البنفسجية في تقويتها لروابط أنسجة القرنية مع قطرات الرايبوفلافين (فيتامين بي 2 ), وأصبح توقيف تدهور تحدب القرنية ممكنا الآن وبنجاح.

ـ أما طول النظر فهناك وسائل عديدة لتصحيحه مثل عمليات الليزك, وزراعة العدسات الرقيقة داخل العين والعلاج بالبقع الحرارية  Conductive Keratoplasty حسب درجة طول النظر

ـ وعندما يكون الشخص لديه بداية تغيرات أوعتامات في عدسة العين وهو ما يعرف بالماء الأبيض نستطيع استبدال هذه العدسة بعدسة أخرى تعدل مالديه من قصر أوطول نظر, وتتوفر الآن منظومة واسعة من العدسات التي يمكن لبعضها تصحيح الأستجماتزم, وهناك أنواع أخرى متعددة البؤرة تلغي الحاجة لنظارات القراءة أيضا, كما توجد خاصية امتصاص الأشعة فوق البنفسجية, وفلترة الأشعة الزرقاء في كثير منها.

  • مقارنة بالعدسات اللاصقة هل عمليات الليزك لها مخاطر أكثر من العدسات؟

 

عقدت الدهشة ألسنة الجميع عندما قدم باحثون في جامعة أوريجون للطب والعلوم نتائج دراستهم التي تشير أن عمليات الليزك ربما تكون آمن على المدى البعيد من لبس العدسات اللاصقة, وفي بحث آخر قامت شركة أبحاث تسويقية في الولايات المتحدة بسؤال 508 شخصا ممن يلبسون العدسات اللاصقة عن أسلوب رعايتهم بالعدسات أوضح أن:

  • 40% لايغسلون أيديهم قبل لبس العدسات
  • 40% يبللون عدساتهم باللعاب قبل لبسها
  • 70% يلبسون العدسات أثناء السباحة

 

كل هذه الأساليب تزيد البكتيريا التي تنتقل للعين ويضاعف من حدوث الإلتهابات, ويجب أن يعرف لابسو العدسات اللاصقة بشكل يومي أن إحتمال حدوث التهاب بالقرنية نسبته 1% كل يوم, أما الأشخاص الذين ينامون بالعدسات أو يسيئون استعمالها فقد تتضاعف هذه النسبة لديهم 10 مرات.

 

وفي دراسة لمعهد كاسي للعيون اتضح أن المضاعفات التراكمية للعدسات اللاصقة على مدى 30 عاما هي 5 أضعاف المضاعفات التي قد تحدث بعد عمليات الليزك  أو الليزر السطحي, كما أشار باحثون في دراسة نشرت في مجلة Archieves of Ophthalmology  في أكتوبر 2006 أن التهابات العين الناتجة عن لبس العدسات والتي تهدد الإبصار تحدث في حالة كل 2000 حالة, بينما تحدث مضاعفة واحدة تضعف الإبصار بين كل 10000 شخص ممن أجروا الليزك. هذا طبعا بفضل الله ثم بفضل التقدم والتطور المدهش الذي حصل في السنوات الأخيرة في أجهزة التشخيص والعلاج, فعملية الإنتراليز أزالت المضاعفات التي قد تحدث لقشرة القرنية, وبرامج العلاج التفصيلي أو (البصمة) حسنت من الرؤية الليلية بشكل كبير

 

  • هل يمكن توضيح أهمية فحوصات القرنية التي تجرى قبل عمليات الإكزيمرليزر ؟

 

الفحوصات التي تسبق العملية في غاية الأهمية, لاسيما تلك التي تدرس  القرنية وتضاريسها. إن قرار الطبيب بمناسبة العملية لكل شخص والتقنية الأفضل له يعتمد بشكل كبير على هذه الفحوصات, وهناك أجهزة حديثة متنوعة لإجراء هذه الدراسات مثل جهاز البنتاكام Pentacam وجهاز الأوكيوليزر  Oculyzer ومن الأفضل في الحالات المشكوك في أمرها إجراء الفحص بأكثر من جهاز.

إن مايقلق الطبيب هو أن يكون الشخص يعاني من ضعف بسيط في أنسجة القرنية لا يظهر بشكل واضح كحالة قرنية مخروطية, عندئذ فقد يؤدي إجراء الليزك لظهور الحالة بشكل سريع, وبالتالي يضعف النظر.

إن خبرة الطبيب بتحليل نتائج هذه الفحوصات ودرايته في غاية الأهمية لتجنيب المريض المفاجاءات النادرة التي قد تحدث.

 

 

  • يسأل المرضى دائما عن الفرق بين الليزر والليزك, هل هاتان العمليتان هما الوحيدتان بالإكزيمرليزر لتصحيح قصر وطول النظر ؟

الحقيقة أن هناك إجراءات مختلفة يمكن عملها بجهاز الإكزيمرليزر يمكن تبسيطها إلى نوعين: ليزر سطحي مثل  "بي آر كيه PRK" و"اللاسك" و " الأيبيليزك" وليزر عميق يتم بعد فتح قشرة في القرنية وهذه تسمى الليزك.

ولا توجد فروقات كبيرة من حيث النتائج المحققة لكن الفروقات تكمن في نقطتين فقط هما بطء تحسن النظر وألم لمدة يومين بعد عمليات الليزر السطحي مقارنة بالليزك. ويبقى القرار النهائي بيد الطبيب الذي يستطيع بدرايته وخبرته اختيار العملية الآمنة للمريض حسب حالته.

 

 

  • هل أجهزة الإكزيمرليزر تتساوى في دقتها في تصحيح العيوب الإنكسارية ؟

 

بالطبع لا. صحيح أن معظم الأجهزة المصنعة الآن تعطي نتائج جيدة بشكل عام, لكن بالتأكيد هناك خصائص دقيقة في بعض الأجهزة الحديثة تحسن من النتائج ومن جودة الإبصار لا سيما في الليل, وتقلل من الوهج الضوئي ومصاعب القيادة الليلية.

إن خصائص وتقنيات الجهاز مثل نوعية وميض الليزر وسرعة متابعة تركيز العين, وسرعة تطبيق الليزر, وآلية التعرف على حدقة العين, والمرونة في اختيار حجم المنطقة المعالجة, وشكلها, وسهولة ودقة معايرة الجهاز لها دور كبير في النتائج المحققة ودقتها.

وتتوفر  الآن مجموعة برامج مختلفة في بعض الأجهزة تتيح للطبيب اختيار البرنامج المناسب لحالة المريض حسب تضاريس القرنية ووجود الأستجماتزم واتساع حدقة العين, وبعض هذه البرامج تناسب الأشخاص الذين سبق لهم إجراء العملية بأحد الأجهزة القديمه ولم يحصلوا على نتائج مرضية.

 

 

  • ماهي الخصائص التقنية المطلوبة في الجهاز المثالي ؟

ـ أن تكون نبضات الليزر صغيرة(1 مم أو أقل) وبنظام النقطة الطائرة بحيث تعطي سطحا مستويا عالي النعومة وبدون نتوءات في القرنية مثل الأجهزة القديمة.

ـ أن تكون سرعة الجهاز لا تقل عن 400 هيرتز.

ـ أن يتوفر في الجهاز خواص لإدخال معلومات تضاريس القرنية, وأن يكون هناك ربط بين هذه الصور الطوبوغرافية وجهاز الليزر حتى يمكن تعديل النتوءات والانخفاضات في سطح القرنية إن وجدت.

  • أن تتوفر في الجهاز إمكانية إجراء العملية بنظام الويف فرونت

ـ أن يستطيع تصحيح العيب البصري بإزالة أقل سماكة ممكنة من طبقات القرنية .

ـ أن يكون جهاز متابعة العين Eye Tracker أسرع من سرعة حركات العين اللاإرادية (Saccades)، بحيث يضمن دقة تسليط الليزر في نفس المناطق قبل الحركة وبعدها، وتتوفر الآن أجهزة لها سرعة 400 هيتز.

ـ أما فيما يخص بخطوة رفع قشرة القرنية بالمشرط الدقيق Microkeratome ،  فإن معظم الأجهزة الموجودة مقبولة لكن تختلف في دقتها في ضمان سمك معين للقشرة, وقد طورت الشركات الآن هذه الأجهزة لتكون أكثر أمانا, كما صنعت إحدى الشركات مشرطا دقيقا يقوم برفع شريحة رقيقة جدا لا يزيد سمكها عن 90 ميكرون خلافا للأنواع الأخرى التيتترواح فيها سمك قشرة القرنية بين 130-160 ميكرون, وبذلك نقلل من إضعاف القرنية لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون من رقة في سماكة القرنية. ومن أبرز التطورات في هذا المجال جهاز الإنتراليز لقطع قشرة القرنية وتستخدم فيه تقنية الفيمتوليزر المتناهية الدقة Femtosecond laser.

  • والأهم من هذا كله أن من يشغل هذه الأجهزة (الطبيب ) على دراية كاملة بمزاياها وخصائصها.

 

 

  • ماصحة القول أن التعرض للضوء بعد العملية يضر بنتائج العملية ؟

 

ضوء الشمس به الأشعة فوق البنفسجية الضارة بالعين, ومما لا شك فيه أن عين المريض بعد العملية تكون أكثر حساسية للضوء فلذلك ننصح بلبس النظارات الشمسية ويفضل أن يلبسها الجميع كلما تعرضوا لأشعة الشمس وبشكل دائم, وليس لفترة معينة, لكن ليس هذا معناه أن يضل الشخص بعد العملية في غرفة مظلمة أولا يشاهد التلفزيون فهذا مبالغ فيه جدا

 

  • ماهي المضاعفات المحتملة من عمليات الليزك والليزر السطحي ؟

هناك مضاعفات محتملة مثل الإحساس بجفاف العين أو الوهج الضوئي الذي قد يستمر عدة أسابيع, كما أن دقة التصحيح قد تقل أو تزيد بنسبة 5% من درجة قصر أو طول النظر، أما المضاعفات النادرة الحدوث فتشمل حدوث التهاب بسيط بعد الليزك، وجود استجماتزم (انحراف)، الالتهابات الميكروبية وهي نادراً ما تحدث,  أما المضاعفات المصاحبة للمشرط الإلكتروني لعمليات الليزك فقد قلت بنسبة كبيرة بسبب تطورتقنيات المشارط، كأن يكون القطع غير كامل أو غير منتظم.

 

  • ماهي الحالات التي لا تنصح فيها بإجراء الليزك ؟

 

هناك حالات يمنع فيها إجراء عمليات الليزك إما منعا مطلقا أومنعا نسبيا, ويستطيع الطبيب مناقشة هذه التفاصيل مع المريض, ومن ذلك الأمثلة التالية:

  • أن تكون العين هي الوحيدة أي في حالة فقد الإبصار في العين الأخرى
  • أن يكون الشخص مصابا بالقرنية المخروطية
  • أن يكون مصابا بالجلوكوما ومستوى الضغط غير مسيطر عليه بالأدوية
  • أن يكون مصابا بجفاف شديد بالعين
  • أن تكون لديه تغيرات مرضية أخرى في القرنية أوالعدسة أو الشبكية مسببة لضعف النظر
  • أن يكون الشخص مصابا بإلتهاب نشط في العين

 

 

  • هل يمكن تصحيح مد البصر الشيخوخي بالليزك للتخلص من نظارات القراءة بعد الأربعين ؟

هناك محاولات طبية كثيرة في هذا الشأن, وتعرف بتقنية "بريسبيليزك", ويتم من خلالها علاج القرنية على مرحلتين: يتم علاج طول أوقصر النظر لتعطى رؤية دقيقة عن بعد, ثم يتم علاج مساحة مركزية لتعطي رؤية جيدة لما يرى على مسافة 40-45 سم. هذه التقنية تجعل القرنية لها درجتي تقوس وبؤرتي تركيز. أحد عيوب هذه التقنية أنها قد تسبب كثيرا من الوهج أومشاكل الرؤية الليلية, وتفتقد للدقة في رؤية بعض التفاصيل المتوسطة البعد. وأود أن ابشر القراء بأنه يجري الآن تجربة شريحة رقيقة جدا لا يزيد سمكها عن 5 ميكرون وبقطر 3,8 ملم تزرع بواسطة محقن داخل القرنية وهي متعددة الثقوب لتتمكن من توصيل الغذاء بين ألياف القرنية , وأعطت نتائج أولية جيدة.

 

 

  • لمَ لا يقدم أطباء العيون على عمليات الليزيك/ الليزر لأنفسهم؟..

تتفق كل الأوساط العلمية والطبية أن عمليات تصحيح البصر سواء الجراحية أو التي تجرى بالليزك لها درجة أمان عالية، وتعطي نتائج باللغة الدقة في معظم الحالات, لكنها تظل بدائل لوسائل أخرى مثل النظارات والعدسات اللاصقة, لذلك فإن القرار بإجرائها يعتمد على دوافع الشخص ونمط حياته وحبه أو كرهه للوسائل الأخرى.

هناك عدد كبير من أطباء العيون أقدموا على إجراء عمليات الليزك, كما ان نسبة كبيرة من أطباء العيون أقدموا على تصحيح النظر لأحد أقاربهم مثل الابن أو الزوجة أو الأخت أوالأخ ، لكن لا توجد احصائيات دقيقة عن نسبة أطباء العيون الذين أجريت لهم عمليات الليزك/ الليزر.

 

 

 

عمليات تصحيح البصر – هل هي ضرورة أم ترف ؟