العدسات اللاصقة

 

تعمل العدسات اللاصقة عمل النظارات في تصحيح عيوب الإبصار بل تقدم رؤية أفضل منها خصوصا مع الدرجات العالية من قصر النظر أو طول النظر. وتكتسب العدسات شعبيتها بسبب وزنها الخفيف وعدم ظهورها على العين. وأسباب تفضيل بعض الناس للعدسات اللاصقة تختلف من شخص لآخر، فمعظم الناس يفضلونها ليكون مظهرهم أكثر جاذبية، كما أنها لا تتأثر برطوبة الجو مثل النظارات، وتعطي مجال رؤية أوسع منها. ويختارها البعض الآخر لتناسبها مع ممارسة كثير من الأنشطة الرياضية، إضافة إلى ذلك فإن بعض مشاكل الإبصار لا يمكن تصحيحها بالنظارات مثل حالات القرنية المخروطية واختلاف العيوب الإنكسارية بين العينين.

تشير التوقعات إلى أن أكثر من 125 مليون شخص حول العالم يلبسون العدسات اللاصقة، ويختلف انتشار أنواع هذه العدسات من بلد لآخر فبينما يزيد نسبة مستخدمي العدسات الصلبة عن 20% في اليابان وهولندا وألمانيا، تقل نسبة مستخدميها عن 5% في الدول الإسكندنافية.

 

نبذة تاريخية

يرجع الفضل بعد الله في أساس فكرة العدسات اللاصقة للعالم والفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر (1508م) عندما قام بوضع وجه احدهم في وعاء ملي بالماء لتصحيح انكسار الصورة، و يقال ان هذا الشخص كان قادرا للمرة الأولى على الرؤية بوضوح لوهلة.

وفي عام 1801 قام العالم (توماس يانق) بتصميم كوب ملئ بالسائل ينتهي بعدسة ميكرسكوب يوضع على سطح القرنية، لكن أول تجربة للعدسات اللاصقة لم تتم حتى عام 1887 عندما استطاع الفسيولوجي الألماني (أدولف فيك) تصميم وتجربة عدسات رقيقة مصنوعة من الزجاج البني  وكانت أطرافها ترتاح على طبقة الصلبة البيضاء غير الحساسة، أما الفراغ بين هذه القطعة الزجاجية والقرنية فقد ملأه بمحلول سكر العنب. قام فيك بتجربة هذه العدسات على الأرانب أولا ثم على نفسه وعلى عدد من المتطوعين.

 ثم تمكن الألماني (أوغست موللر) من تصحيح قصر نظره شخصيا بواسطة عدسة لاصقة من الزجاج المنفوخ قام بتصنيعها بنفسه في عام 1891. واستمرت هذه العدسات حتى عام 1930 عندما تم تصنيع العدسات اللاصقة من مادة PMMA.

في عام (1998) كانت هذه بداية الطفرة للعدسات اللاصقة عندما قامت احدى الشركات بتطوير أول عدسة لينة من مادة السيليكون والتي تدخل في صناعة أغلب العدسات المتداولة هذه الأيام .

واستمر تطور العدسات اللاصقة منذ ذلك الحين مثل سائر الاختراعات فباتت سهلة الوضع وبأسعار مقبولة وبنوعيات وأشكال عدة ، حتى انها صارت تستجيب لمختلف حاجات المستهلكين من نساء ورجال على حد سواء . فهى تصحح قصر النظر وطول النظر والأستجماتزم (اللابؤرية)، كما تتوافر منها عدسات تجميلية .

 

اذن . ما هي مميزات العدسات اللاصقة على النظارات ؟

العدسات تربح المعركة مع النظارات لاسيما بالنسبة للجنس اللطيف لإن استعمال العدسات اللاصقة المصححة للمشاكل البصرية يساعد على ابقاء عضلات الوجه والعينين فى حال استرخاء وراحة، ما يحول دون ظهور الثنيات خلال التعبير والكلام ، كما يحول دون تشكل التجاعيد حول العينين لا سيما فى الزاوية الداخلية للعين، إضافة للمحافظة على الشكل العام للوجه. إضافة لذلك تتميز العدسات بمايلي:

1 – المجال البصري : استعمال النظارات يحد من اتساع المجال البصري سواء بإطار النظارة او حتى أطراف الزجاج في حالة عدم وجود إطار جانبي أو سفلي .

2 – تعطي رؤية افضل من النظارات : لوحظ ان النظارات الخاصة بقصر النظر تؤدي الى صغر حجم المرئيات نسبيا، والنظارات الخاصة بطول النظر تؤدي الى رؤية الأشياء بحجم أكبر نسبياً، أماعند استعمالك للعدسات اللاصقة فان حجم المرئيات لا يتأثر.

3 – تتعرض النظارات للتغبيش بسبب بعض العوامل مثل الضباب و المطر و انخفاض درجات الحرارة و التعرق.

4- بالنسبة للرياضيين عند ممارستهم للرياضة فإن ارتداء العدسات اللاصقة يكون أكثر أمانا وراحة من النظارات.

أنواع العدسات اللاصقة:

هنا نوعان رئيسيان للعدسات اللاصقة: الصلبة واللينة.

والعدسات الصلبة وهي أقلها خطرا على العين، لكنها ليست مريحة في الإستخدام. وأهم فائدة للعدسات الصلبة هو قدرتها على تصحيح الأستجماتزم والخلل الحاصل بسبب نتوءات وانبعاجات القرنية مثل حالات القرنية المخروطية، وعادة يكون قطرالعدسات الصلبة أصغر من قطر القرنية (الجزء الذي يغطي سواد العين)، لكن ظهرت حديثا أنواع منها تسمى  Scleral CL ذات قطرأكبر من القرنية وترتاح أطرافها على طبقة الصلبة Sclera .

وعادة لا تُلبس العدسات الصلبة أكثر من ساعات محدودة ولا يجوز النوم بها مطلقا.

أما العدسات اللينة فمنها الشفاف والملون ومنها الطبي العادي الذي يصحح قصر وطول النظر السيط ومنها الأسطواني (الخاص بتصحيح الإنحراف)، ويختلف محتوى الماء فيها وتنفيذها للأكسجين من عدسة لأخرى، وهناك عدسات ثنائية البؤرة لمتوسطى العمر المصابين بشيخوخة البصر، لتجعلهم يرون بوضوح عن قرب وعن بعد فى كل الاتجاهات، بدلاً من نظارة للمسافات ونظارة للقراءة.


العدسات اليومية : تبلغ نسبة الماء فيها حوالى 38 %، وهناك عدسات لاصقة للوضع المطول ، للاستعمال ليلاً ونهارًا .. وهذه منها : الأسبوعية، ومنها الشهرية وتصل نسبة الماء فيها ما بين 55 % إلى 70 %. وتتوفر العدسات التجميلية بألوان عدة : الازرق ، الاخضر ، البنى  ، الاشقر ، البنفسجى. وبحسب الارقام فإن هذا النوع من العدسات اللاصقة يجذب عدداً كبيراً من النساء تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين حتى من اللواتى لا يعانين أى مشاكل فى النظر، لكنهن من الراغبات فى تغيير لون قزحية العين .

إن هذا النوع التجميلى من العدسات لا يستدعى أى إجراءات خاصة ويمكن وضع الماكياج بألوان متناسقة، لكن تبقى استشارة الطبيب واجبة قبل وضع هذه العدسات للتأكد من عدم التسبب بأى ازعاج للعين، كما من الضرورى استعمالها على الوجه الصحيح واتباع التعليمات والحفاظ على النظافة بدقة حتى لا تتأذى العين.

وهناك أنواع من العدسات اللاصقة تحتوى على فلتر لأشعة الشمس يمنع بنسبة 90% الأشعة فوق البنفسجية من النفاذ للعين.

 

ما هي المدة التي تظل فيها العدسة صالحة للإستخدام ؟

بالنسبة للعدسات الصلبة فإن مدة صلاحيتها عدة سنوات  طالما لم تحدث فيها خدوش تؤثر على صفاء الرؤية.

أما العدسات اللينة فهناك عدة انواع تختلف في السماكة وفي تركيز الماء بها فبعضها يستخدم لمدة يوم واحد فقط و بعضها يستخدم لمدة اسبوع و هناك عدسات متعددة الإستخدام يمكن لبسها من سنة إلى ثلاث سنوات بشكل يومي، كما توجد عدسات معدة للاستعمال الممتد تستخدم لفترة تصل إلى شهر.

 

ما هي السن المناسبة لاستعمال العدسات اللاصقة ؟

سن الطفولة : من الأفضل استعمال العدسات اللاصقة بعد سن العاشرة، إلا في بعض الحالات التي يصفها الطبيب .

سن الشباب و سن الكهولة : هذا السن مناسب جدا لاستعمال العدسات اللاصقة.

سن الشيخوخة : لعدة عوامل فانه يفضل عدم لبس العدسات اللاصقة في هذا السن، فعدم القدرة على العناية الجيدة بالعدسات هو احد الأسباب ، اضافة إلى انه عند الكثير في سن الشيخوخة يقل إفراز الدموع، و هذا يؤثر على تغذية القرنية مما قد يؤدي إلى حدوث تقرحات في القرنية. استشارة الطبيب هي الأفضل فبعض الحالات لها استثناءات و ارشادات خاصة.

 

هل ينصح باستعمال العدسات اللاصقة للحوامل ؟

في الحقيقة نحن لا ننصح الحامل باستعمال العدسات اللاصقة ، فان القرنية أثناء فترة الحمل يحدث بها تأدم " تورم مائي " يؤدي إلى صعوبة في تحمل لبس العدسات و بخاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.

 

هل استعمال العدسات اللاصقة يؤذي العين أو يؤدي إلى تدهور البصر ؟

كلا . ليس هناك أي تأثير ضار من استعمال العدسات اللاصقة طالما أنه يتم استعمال هذه العدسات بطريقة سليمة و العناية بها عناية جيدة باستعمال الإرشادات الصحية المناسبة.

 

هل يمكن أن تنقل العدسات اللاصقة العدوى للعين ؟

نعم . اذا لم يتم الإهتمام بتنظيفها جيدا و تعقيمها باستعمال المحاليل المناسبة. جدير بالذكر أنه كلما كانت العدسات تستعمل لفترة زمنية أطول، كلما توجب العناية بها أكثر.

 

هل أستطيع النوم بالعدسات اللاصقة ؟

يمكن النوم بالعدسات اللاصقة اذا كانت من النوع اللين الممتد الإستخدام، أما العدسات اللينة ذات الإستعمال اليومي فيمكن النوم بها فترة قصيرة حوالي الساعتين يوميا أثناء النهار . أما العدسات الصلبة فلا ينصح بالنوم بها مطلقا.

إجمالا، تنصحكم عيادات الكاف بالحرص على ازالة العدسات اللاصقة قبل النوم ، حيث انه ترتفع نسبة الاصابة بمشاكل العيون 10 % - 20% مقارنة بمن يزيلونها قبل النوم .

 

هل يمكن استعمال قطرات العين أثناء ارتداء العدسات اللاصقة ؟

إن قطرات العين تحتوي على مواد حافظة تمتص بواسطة العدسات اللينة وتؤدي إلى تهيج العين، وتصبح هذه المواد سامة للعين بعد فترة، فلذلك ننصحكم بتجنب استعمال القطرات بوجود العدسة اللينة.

أما العدسات الصلبة فيمكن استعمال بعض أنواع القطرات أثناء إرتدائها .

 

أحيانا تتحرك العدسة اللاصقة داخل عيني. ما السبب ؟

يكون ذلك بسبب عدم التوافق بين تحدب العدسة و تحدب القرنية، فالعدسات لها تصنيفات حسب عدة معايير. الحل يتمثل في معرفة الأنسب حسب طريقة التجربة أو استشارة الطبيب .

 

أعاني من جفاف العين. هل أستطيع ارتداء العدسات اللاصقة ؟

لا نعتقد أنك تود ذلك . فعند ارتدائك لها ستشعر بعد الإرتياح و الرغبة المباشرة في إزالتها، لذلك نحن لا ننصح بذلك لأن العدسة اللاصقة ستشكل عاملا يقلل من وصول الدمع إلى القرنية.

 

عند ارتدائي للعدسة اللاصقة اعاني من عدم وضوح في الرؤية ؟

  1. إذا كانت العدسة فى موضعها الصحيح ، انزعها ، وتأكد من عدم وجود بقايا دهنية أو مستحضرات تجميل عليها .
  2. قد تكون العدسة موضوعة فى العين غير المناسبة (اليسار بدل اليمين أو العكس).
  3.  قد تكون العدسة مقلوبة، الأمر الذى يجعلها غير مريحة.

هل استطيع السباحة بالعدسة اللاصقة ؟

لا ينصح بارتداء العدسات اللاصقة اثناء السباحة . فان الماء بيئة تحتوي على الكثير من الميكروبات التي تلتصق بالمسامات في العدسة و التي يصعب التخلص منها.

فقط يمكنك ذلك اذا كنت ترتدي النظارات الخاصة بالسباحة العالية الجودة .

 

متى يتوجب علي زيارة طبيب العيون إذا كنت أرتدي العدسات اللاصقة ؟

إذا واجهت إحدى هذه المشكلات فانه ينصح استشارة الطبيب في أقرب وقت :

  • حكة، أو حرقان، أو وخز بالعين.
  • الشعور بوجود جسم غريب فى العين.
  • وجود إفرازات غير اعتيادية فى العين.
  • الإحمرار الزائد بالعين .
  • ضبابية الرؤية، أو ظهور أقواس قُزح، أو هالات حول الأشياء.

ولإستخدام صحيح للعدسات لتجنب حدوث مضاعفات بالعين ننصح بالتقيد بالإرشادات التالية:

  1. غسل اليدين بالماء والصابون وشطفهما جيدا عند ارتداء العدسات أو خلعها، مع المحافظة على نظافة الأظافر، كذلك حفظها في المحلول الخاص بها، فالماء العادي لا يحمي العدسات من تكاثر البكتيريا عليها، ولا ننسى تنظيف حافظة العدسات بشكل منتظم.
  2. خلع العدسات عند السباحة، فبعض أنواع البكتيريا خطيرة قد تؤدي إلى العمى أحيانا، وتقاوم حتى الكلورين المضاف إلى ماء المسبح.
  3. عدم ارتدائها إذ كانت العين ملتهبة، بل لابد من مراجعة الطبيب أولا.
  4. عدم تبادل العدسات ومشاركتها من شخص لآخر، فالبكتيريا أيضا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر.
  5. استبدال العدسات التي بها تشققات أو خدوش بجديدة لأن العدسات المخدوشة تؤدي إلى خدوش في سطح القرنية.
  6. تجنب لبس العدسات اللاصقة خلال فترات العواصف الرملية، إلا بنظارات واقية.
  7. بالنسبة للنساء يفضل لبس العدسات قبل وضع الماكياج، وخلعها قبل إزالة الماكياج، وللإحتياط استخدام مستحضرات تجميل ذات أساس مائي أو جل؛ لأن ضررها أقل على العدسات من المستحضرات ذات الأساس الزيتي إذا لامستها، كما يجب الحرص في إبقاء العينين مغمضتين عند استخدام بخاخ الشعر أو السشوار.
     

هنا في عيادات الكاف حرصنا على توفير مايلي:

  • توفير كل أنواع العدسات اللاصقة ومن مصادر مختلفة وجيدة النوعية
  • توفير المحاليل المختلفة لتنظيف العدسات اللاصقة
  • نوفر كذلك تجربة فريدة لعملائنا، تقوم على أساس أن كل شخص بإمكانه تجربة العدسة اللاصقة افتراضيا و اختيار الأنسب من بين خيارات متعددة. هنا يتوفر لدينا برامج خاصة نستطيع من خلالها سويا تخيل التوافق بين العدسة المختارة و لون البشرة و شكل الوجه و العينيين و تقديم المساعدة و اقتراحات المختصين للحصول على نتيجة مرضية و اختيار الأمثل.
العدسات اللاصقة