العلاج الضوئي الكيميائي
(تقوية روابط القرنية)
القرنية هي الجزء الشفاف من العين الذي يغطي سواد العين، وتقوم بتجميع الأشعة الداخلة للعين وتمريرها قبل اختراق فتحة البؤبؤ والعدسة الداخلية ووصولها للشبكية. تعتبر القرنية مسئولة عن ثلثي القوة البصرية للعين حيث تساعد بواسطة تحدبها الذي يبلغ 43-45 ديوبتر من تجميع الصورة المراد رؤيتها.
يعتبر العلاج الضوئي الكيميائي أو ما يعرف (بالكروس لنكنق Crosslinking) لأنسجة القرنية أحد أحدث الوسائل العلاجية التي تضاعف من درجة التحمل الميكانيكي والبيوكيميائي لمادة الكولاجين اتي تتكون منها ألياف القرنية.
إن هذا العلاج الذي يتكون من تفاعل الأشعة فوق البنفسجية مع مادة الرايبوفلافين(فيتامين ب2) على أنسجة الكولاجين أثبت فعالية عالية في زيادة صلابة أنسجة القرنية لحوالي ثلاثة أضعاف صلابتها قبل إجراء العلاج، وبالتالي عدم تحدبها كما هو ملاحظ في حالات القرنية المخروطية.
إن أهمية الرايبوفلافين لا تكمن فقط في حدوث التفاعل مع الأشعة والذي يؤدي إلى ازدياد صلابة القرنية، بل بقدرته لمنع اختراق الأشعة فوق البنفسجية إلى داخل العين وبالتالي عدم إضرار الأشعة بالعدسة أوالشبكية.
يتضح من دراسة حالات القرنية الضعيفة أن الروابط العرضية المسئولة عن ترابط ألياف الكولاجين عددها قليل لسبب أو لآخر، عادة للتكوين الجيني أو الوراثي دور في هذا الخلل، لذلك فإن هذا العلاج الضوئي الكيميائي من شأنه أن يضاعف هذه الروابط العرضية وبالتالي يزيد صلابة ومقاومة أنسجة الكولاجين كما هو ملاحظ بشكل طبيعي عند التقدم في العمر
من يحتاج لهذه التقنية؟
ينصح بإجراء هذا العلاج لكل الأشخاص الذين يعانون من ازدياد في درجة تحدب أو انبعاج بالقرنية ويقوم الطبيب باثبات ذلك بواسطة قياسات تقوس القرنية المتتالية:
قد تتسبب عملية الليزك في حالات نادرة في عدم تحمل الأنسجة المتبقية في القرنية للضغط الواقع عليها من الداخل فتتحدب للأمام من أضعف منطقة فيها.
فوائد ومزايا العلاج الضوئي الكيميائي:
كيفية إجراء العلاج الضوئي الكيميائي:
نتائج العملية:
حققت هذه التقنية الآمنة حتى الآن نجاحا يصل إلى 97% من الحالات حسب آخر احصائيات قدمت في المؤتمرات الطبية في منتصف 2010, ويتساءل الكثير من المرضى عن إمكانية تحسن النظر بعد اجراء العلاج الضوئي الكيميائي, والحقيقة أن التحسن في الإبصار بسيط جدا نتيجة تسطح القرنية 1-2 ديويتر, لكن الفائدة الرئيسية هي ازدياد صلابة القرنية وعدم تحدبها، وبالتالي ثبات الإبصار في العين. أوضحت دراسة اكلينيكية في درسدن بألمانيا أن تدهور تحدب القرنية توقف في كل حالات القرنية المخروطية, وأنه في أكثر من 53% من الحالات حدث نقص في تقوس القرنية بحد أقصى 2,87 ديوبتر, وأن مستوى النظر تحسن بمعدل 1,4 سطر في لوحة فحص النظر.
لذلك ينصح المرضى الذين تم تشخيص ضعف وانبعاج القرنية لديهم أيا كانت الأسباب بالخضوع لهذا العلاج مبكرا قبل تدهور الحالة لديهم، وعادة يحتاج الشخص لهذا العلاج مرة واحدة فقط، ولاداعي لتكراره إلا لوأثبتت الفحوصات أن التحدب مازال مستمرا بعد العلاج، وهذا نادرا ما يحدث.
هل يستطيع المريض الذي يعاني من القرنية المخرطية أن يخضع لعمليات الليزك أو الليزر السطحي؟
حاليا تعتبر القرنية المخروطية أو حتى مجرد الشك في وجودها أحد الموانع الرئيسية لإجراء جراحة الليزك، وذلك لأن نقص سماكة القرنية الذي يحدث بعد عملية الليزك وانخفاض مقاومة القرنية الميكانيكية يؤدي إلى انبعاج القرنية وتحدبها.
ويأمل كثير من الأطباء أن يؤدي العلاج الضوئي الكيميائي وازدياد صلابة أنسجة القرنية إلى السماح بعلاج القرنية بالإكزايمرليزر لعلاج قصر النظر والأستجماتزم بدون الإضرار بأنسجة القرنية, وتشير التجارب الأولى في هذا المجال لحالات القرنية المخروطية البسيطة إلى عدم ازدياد تحدب القرنية نتيجة العلاج بالليزر على المدى القصير، لكن نعتقد أن الزمن وحده كفيل بإيضاح هذه الحقيقة والأمان التام من إتباع هذه التقنية بعد إجراء العلاج الضوئي الكيميائي.
نصائح مابعد العملية: